المذيع: دكتور! أيضاً معي مجموعة من النصوص وأريد أن أسألك بحكم قربك: ذكر الدكتور
سفر مجموعة من النصوص التي تتعلق بالرعب الذي دب في نفوس الإسرائيليين، مثلاً: يقول دبلوماسي يهودي أمريكي: أوضحت الانتفاضة جهلنا بالعرب، وعدم معرفتنا بمدى مقاومتهم وتضحياتهم، ويضرب مثالاً على ذلك يقول: مجرد دخول جريح إلى مستشفى للعلاج يؤثر على المعالَجين داخل المستشفى، وبالذات ارتفاع نسبة مراجعات المستشفيات المتعلقة بالأمراض النفسية في الأوساط الإسرائيلية.
هل لمستم شيئاً واضحاً من هذا في الكيان الإسرائيلي؟
الدكتور: هناك تقارير تخرج عن الكيان الصهيوني تتحدث عن العيادات النفسية التي أصبحت منتشرة، والأدوية النفسية التي يتعاطاها المجتمع الإسرائيلي، وأوضّح هنا بعض الأمثلة:
الآن نحن المجتمع الفلسطيني نعاني، ولكننا ندفع ضريبة الحرية والكرامة، وجبلنا على المعاناة وعلى شظف العيش منذ فترة طويلة، لذلك عندما نضحي وعندما يُستشهد أبناؤنا، وعندما نعتقل كأن المسألة أصبحت شيئاً عادياً في حياتنا، لا يكون هناك ارتباك كبير داخل المجتمع الفلسطيني، ولكن عندما بدأت العمليات الجهادية وخاصة الاستشهادية داخل
فلسطين المحتلة عام (1948م) كانت تضرب مفاصل المجتمع العبري؛ لأنهم أتوا من الغرب وأتوا من
أمريكا من أجل رفاهيتهم، من أجل أن يعيشوا حياة الرغد والرفاهية، فعندما يصبح أمنهم مهدداً، وعندما لا يستطيعون أن يركبوا الحافلات، وعندما لا يستطيعون أن يذهبوا إلى الأسواق وهكذا، فهذا ضرب مفاصل المجتمع الصهيوني في مقتل، ولذلك كان هناك ما تتحدث عنه وسائل الإعلام الصهيونية تتحدث عن هذه العيادات النفسية وغير ذلك.
وأنا أذكر لك حفيدة
ديجر كانت تعيش في
تل أبيب فأخذت أبناءها وخرجت، والآن تعيش في حي بروجلم، وتقول في مقال لها: أعرف أن جدي يتقلب في قبره من سوء ما فعل، لكن ماذا أفعل؟ لدي أبناء وليس هناك أمن في إسرائيل، هذه القصة تلخص الحالة التي يعيشها المجتمع الصهيوني.
لكن نحن في المقابل لا نعيش هذه الحالة، صحيح أننا دفعنا تضحيات وعددنا شهداء ثلاثة أضعاف ما كان من القتلى في الجانب الصهيوني، ولكن كان يتقدم مع كل شهيد مئات وعشرات من أصدقاء الشهيد ومن عائلة الشهيد ومن حي الشهيد؛ من أجل أن يلحقوا بهذا الشهيد، وانظر إلى أي مكان يكون فيه تصعيد صهيوني كبير يكون هناك إصرار على المقاومة أكبر.
مثلاً:
مخيم جنين عندما اجتاحت القوات الإسرائيلية والدبابات والطائرات وقصفت ودمرت وقتلت هذا العدد الكبير، خرج أشبال
جنين ليلاحقوا الدبابات الإسرائيلية بالحجارة! ولم يتمكن الجنود الصهاينة حتى فترة طويلة من النزول من دبابتهم إلى شوارع
جنين، فيما عناصر أخرى لم تقاوم كانوا خلال أيام يسيرون على أقدامهم في الشوارع، أي إذا كان هناك تجبّر أكبر وقتل أكبر يكون هناك استعداد للاستشهاد أكبر من قبل الشعب الفلسطيني.